قصة الرعب – تفشي الموت – الجزء الأول بعنوان : فخ الموتى


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته…

قبل أن نبدأ دعونا نغطي للقارئ لبدة فكرة مختصرة عن الزومبي

الزومبي هم بشر ماتوا …. لكن بدأت جثتهم الميتة تتحرك و تعض و تنهش لحم البشر الأحياء و تحولهم لجثث متحركة أيضاً و أسباب تحركهم بعد الممات تختلف من قصة لأخرى …. أحياناً فايروس  يحرك بعض وظائف من الجثة الميتة و أحياناً سحر فودو … و أحياناً طفيلي فضائي يسيطر …و في بعض القصص يصور على أنهم أناس أحياء لكن أصابهم فايروس (داء الكلب) و جعلهم كالكلاب المسعورة سجرون وراء الناس و يعضون أي شخص يصادفهم و ينقلون له العدوى الخطيرة أو قد يقتلونه بالعض نهائياً

 و هذا فيديو قصير مدته دقيقة و نصف من لعبة ريزيدنت إيفل 3 يوضح نوع الزومبي اللموجودين مثلهم في هذه القصة

http://www.youtube.com/watch?v=UHMwEL08g_s

إخوتي القراء…الصور المدرجة في القصة مأخوذة من محرك بحث غوغل و ليست من عندي…ثانياً و الصور اللتي أدرجتها من عندي ليست رسماً إحترافياً لكنها محاولة للتوضيح

_________________________
أحداث هذه القصة تدور حول مستشفى (الثقة) و هو مشفى حديث يوجد في ميدنة تدعى (موازن) و هي مدينة وهمية تقع في الشرق الأوسط كانت تتبع حكومة تم إسقاطها من قبل الجيش الأمريكي بالتحالف مع مليشيات داخلية مسلحة مكونة من أهالي المنطقة و ضباط سابقين منقلبين…و منذ ذلك الحين و المنطقة تعيش في إضطراب حزبي و عسكري بين الحكومة الجديدة و حلفائها الغربيين و بين مقاومين و موالين للنظام السابق بالإضافة للعصابات المسلحة المنفردة…و لم تهنئ المدينة أبداً….
بسم الله

_____________________________________
______________الـــبــــــــــــــدايـــــــــــــــــة______________

__________________________________
………(الهاتف يرن)
– ألو..؟
– الو السلام عليكم….نأسف على ايقاظك حضرة الطبيب لكن هناك سيارة اسعاف على متنها حالة طارئة في طريقها الى المستشفى و نحتاج اليك لأنك الأقرب من بين الجراحين المتوفرين
– متى ستصل السيارة؟
– بعد نصف ساعة تقديريا
– حسناً..سأكون هناك حالاً…..

(أُقفلت سماعة الهاتف)

جلال المحمودي الطبيب الجراح البالغ من العمر 49 عاماً يستيقظ الساعة الرابعة بعد منتصف الليل إثر مكالمة طارئة من مستشفى (الثقة) اللذي يعمل به و ذلك بسبب حاجتهم الى جراح للقيام بعلاج حالة طارئة في المستشفى…

استحم سريعا و انطلق بسيارته الى المستشفى ذو الإمكانيات التقنية و الأمنية العالية

وصل بعد ربع ساعة و المستشفى كان فيه عدد قليل من العمال و الموظفين إضافة الى المرضى النزلاء .
ارتدى زي الجراحة و دخل غرفة الحالات الطارئة في الطابق الثاني حيث سيجري العملية و بعد فترة دخل عليه الممرض و الممرضة المساعدان له و معهما الشخص المصاب على السرير النقال (السرير اللذي فيه عجلات) و كان المصاب شابا في العشرينيات قد تعرض للعض في كتفه على يد أحد الجنود الأمريكان .. ؟؟!!
استغرب جلال هذه الحالة إذ أنها فريدة من نوعها . فقد تعامل مع كثير من الحالات سببها الجنود المحتلين منها إصابه بالرصاص , التعذيب جلدا بسلسلة من حديد , حروق من جراء إطفاء سيجارة على الجسد, أرجل مكسورة و ما إلى ذلك و لكن عض بالأسنان فقد كان شيئا جديدا و لكن لم يكن الوقت مناسبا للتسائل و باشر ببدأ عملية إيقاف النزيف ثم الخياطة……..

إنتهى من ذلك بنجاح….و لكن كان الشيء الأكثر غرابة أنه بعد أن ثم إيقاف النزيف في جسد الشاب المصاب لم تستقر حالته بل باتت تزداد سوءا و بعد فترة بسيطة فقد الوعي ولا يمكن أن يكون المخدر اللذي اعطاه إياه الطبيب قد تسبب في ذلك لأنه لم يكن جرعة كبيرة و جهاز كشف نبضات القلب بات يشير إلى ضعف إشارة الحياة عند المريض فطلب جلال من المساعدان أن يحضرا دواء يساعد على تنشيط نبضات القلب ليحقن المريض بها و لكن ذلك لم يجدي نفعاً  و أصبح جهاز النبض يشير….. بخط عريض (فلات لاين) مشيرا إلى توقف قلب المريض ؟؟؟!!!

أصيب الجميع بالذهول و فقدوا التركيز و لم يعرفوا كيف يتعاملون مع حالة غريبة كهذه!!……..لكن جلال سارع و أمر أحدهم أن يحضر جهاز الصدمة الكهربائية بسرعة و بدأ يحاول جاهد إعادة النبض إلى قلب المريض مرة ثم مرة ثم مرة…………………

بلا فائدة…………….

حتى فقد الأمل…..

و توقف…….و ترك الجهاز و هو مشوش من غرابة هذه الحالة !…..استجمع شتات نفسه ثم قام بتحديد ساعة الوفاة.
بقي ينظر نظرة أسف للشاب المتوفي…و بات يتسائل: كيف يمكن أن يحصل هذا..؟! صحيح أنها إصابة عميقة لكنها ليست قاتلة و حتى النزيف قد أوقفته و لم تعد
إصابة خطيرة… كيف توفي إثرها؟؟!…. لا حول ولا قوة الا بالله…
ذهب جلال إلى مكتب الإستعلامات في الطابق السفلي ليحضر إستمارة بيانات المريض و مازال مصدوما من الحالة الرهيبة اللتي صادفته لكنه أجَّلَ التفكير و التسائل الى وقت آخر و أخذ الاستمارة و بدأ يملئ إستمارة أخرى فيها طلب تشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة و بعد أن انتهى من ملئها عاد الى الغرفة حيث قام بالعملية

و بمجرد دخوله للغرفة:

نَظَرَ و لم يجد أيا من المساعدين اللذان كانا معه لكن الغريب ليس هنا:

لم يكن هناك وجود حتى لجثة الشاب و كان هناك أثار للدماء على الأرض و الحائط و كانت معدات الجراحة مبعثرة على الأرض مما يدل على حدوث نوع من الصراع

و هكذا إزداد إرتياب جلال في هذا الوضع المربك و بدأت ضربات قلبه تتزايد وأصابته القشعريرة و لم يكن لديه أي تفسير منطقي للذي يجري و بات يشعر بأن الجو خانق و مضغوط
خرج مسرعا في ممرات المستشفى ذات الإضاءة الخافتة (إضاءة خفيفة جدا لراحة النزلاء بالمستشفى)

للبحث عن أي شخص يمكن أن يساعده أو يطلب أحد رجال الأمن و عند مروره بقطاع غرف نوم المرضى رأى الممرضة اللتي كانت تساعده بالعملية واقفة وحدها مستندة على الحائط في اخر الممر و بات يتكلم معها بصوت إنفعالي عن اللذي يجري بينما كان يخطو بإتجاهها و لكن كان هناك شيء غريب بشأنها
كان رأسها و يداها متدليان إلى الأسفل و كان هناك أثار دماء تغطي ملابسها و الأرضية تحتها و لم تكن تجيب على جلال عندما كان يسألها ما اللذي يجري!!
لاحظ جلال ذلك مما جعله يأتيها مهرولاً ظناً منه أنها مصابة و بحاجة للمساعدة و بات ينادي عليها بصوت أعلى و حينها إلتفتت له و كان الصدمة علت وجهه و جعلته يتوقف في مكانه عندما رأى ملامحها:
وجهها كان مليئا بالدماء مع قطعة من جلدة خدها ممزقة و لون بشرتها كان شاحبا يميل إلى اللون الرمادي و عيناها كانتا بيضاوتان بالكامل و ليس هناك أثر للبؤرتين .و فجأة بدأت تمشي بإتجاهه.
و لم تكن تمشي بطريقة إعتيادية فقد كانت يداها لا تزالان متدليتان مرخيتان و كانت تعرج في خطواتها و الجزء العلوي من جسدها يتمايل يمينا و شمالا مع كل خطوة و كانت تصدر صوت غريباً لم يكن مفهوماً كأنها كانت تبكي أو تتألم و أصاب جلال الرعب من المنظر اللذي جاء أمامه و عندما إقتربت منه رفعت يداها بإتجهاه كأنها تريد أن تمسكه……..!!
لم يعرف ماذا يحدث فقد كان يجول في رأسه الكثير من الأسئلة: هل هي ضحية أم هل هي المسئولة عن إختفاء الجثة و الممرض الاخر؟؟!!.
و لكنه انتبه لها تقف أمامه و كانت على وشك الإمساك به!!!!!!

تراجع بسرعة الى الخلف و هو خائف و بات يردد عليها بالسؤال بصوت مرتفع و عصبي : ما اللذي جرى هنا!!!
و لكنها لم تجب سوى بذلك الصوت المنتحب و ما تزال تسير بإتجهاه وقتها حسم جلال الأمر و قرر الذهاب الى صالة الاستقبال لطلب الشرطة و انطلق مسرعا و هو يفكر “هل هناك جريمة حصلت؟؟ من المسئول؟؟ من الضحية؟ أم أنها دعابة سخيفة في منتصف الليل؟ نعم!! لا بد من أنها نوع من المزاح, لكنه مزاح ثقيل جدا إذا وصل لدرجة أخذ جثة شاب مسكين من مكانها فقط لإثارة الخوف, لا بد أن يعاقب الفاعل على هذا النوع من قلة التهذيب”
و عند مروره من قسم غرف نوم النزلاء سمع صوت صراخ إحدى النزيلات “ابتعد عني لاااااا , النجدة ” فذهب مسرعا بإتجاه الغرفة اللتي يصدر منها الصوت و أخد معه عكازا وجده في إحدى الخزنات في طريقه للإحتياط و دخل و بمجرد أن فتح الإنارة فوجىء بالمنظر الشنيع:

وجد الشاب_اللذي كان يفترض به أنه ميت و اللذي رأه يموت أمام عينيه بطريقة غامضة_ واقفا على قدميه و كأنه لم يمت أصلا و كان يعض إحدى السيدات العجائز اللتي كانت نزيلة في المستشفى و كان الدم يغطي السرير و الارضية!!!
بقى جلال واقفا صامتا من هول ما رأى للحظات و لكنه سرعان ما تدارك نفسه و بدون تفكير بدأ بضرب الشاب بعصى العكاز لكي يبتعد عن السيدة دون فائدة فضرباته لم توقف الشاب عن الاستمرار في العض و نهش اللحم من على رقبتها و كتفها و كأنه لا يحس بتاتاً حتى تكسرت العصا دون طائل ثم قام جلال بسحبه بقوة و تمكن بالصدفة من طرحه أرضا و نظر اليه و وجد أنه يحمل نفس التعابير المرعبة التي كانت على وجه الممرضة فقد كان وجهه شاحبا و الدماء تسيل من فمه وعينياه ولا يوجد اثر للحياة فيهما ثم بات المتوحش يحاول النهوض و كان يصدر نفس الصوت “اااااااااااااااااااه” و لكن جلال قام بإسقاط إحدى خزنات الملابس القريبة عليه لتسكته و توقفه نهائياً……. ظن جلال أنه قد قتله “يا الهي ماللذي فعلتُه….. لقد قتلته ….. و لكن كيف!!!؟؟
هو كان ميتاً أصلاً…. ماللذي يجري هنا؟…. هل هذا حلم سيء؟! لا إنه ليس حلماً….لكن….. هل هذا واقع؟؟! ليس وقت الأسئلة…يجب أن أخرج من هنا”
إلتفت الى السيدة المصابة . وضع يده على رقبتها ليرى النبض…لا يوجد نبض…لقد ماتت. استغفر و بات بفكر في كيفية إخراج المرضى من المستشفى و بينما هو يفكر…؟؟؟

!!!!!؟؟؟؟…..!!!

فتحت السيدة عينيها المغمضتين!!!! كانتا مثل أعين المتوحشين صُدِم جلال و بات يتراجع الى الوراء حتى شعر بشيء يمسك بقدمه و تعثر و وقع على الارض بسببه و نظر اليه …إنه الشاب المتوحش اللذي قتل السيدة عضاً!!… لقد عاد مجددا الى الحياة!!!!! و ما زال يصدر الصوت عديم الحياة “ااااااااااهاااااااه”
و بدأ جلال يحاول التخلص من قبضته و لكنه لم يكن هو سبب قلقه فقد كان محصورا تحت الخزنة و إنما كانت تلك السيدة…. تحركت من على جانب السرير.. سقطت أرضا… ثم وقفت على قدميها …بدأت تمشي بإتجاه جلال بحركة متعرجة و مرعبة.
تمكن من تخليص نفسه من قبضة الشاب الميت و وقف مسرعا… و هرع باتجاه الباب …أمسك بالمقبض …
أحس بيد باردة و متيبسة جداً تمسك بمعطفه من الخلف……إنها السيدة العجوز !!! لقد وصلت اليه!!
…..لم ينظر للخلف ..اقشعر بدنه…فتح الباب و خرج بسرعة الصاروخ وأفلت من القبضة الممسكة به و لم يفكر حتى بالالتفات الى الوراء و اتجه الى الاستعلامات في الطابق السفلي لطلب الأمن و هو في طريقه قام بالمرور على باقي الغرف ليبحث عن أي مريض نزيل لم يصب بعد و يخرجه معه قبل أن يطلب عزل الطابق الكترونياً و انطلق باحثاً مسلحا بفأسٍ للطوارئ وجدها في الصندوق المخصص لها في الممر…
دخل أول غرفة صادفته… فتح الإنارة.. وجد سيدة شابة في الثلاثينيات نائمة

قام بإيقاظها و لم يكن يريد أن يقول لها عن اللذي حصل و يصيبها بنوبة ذعر لكن ما باليد حيلة….. أخبرها بأنه لا يعرف ماللذي يجري بالظبط لكن هناك حالة طوارئ في الطابق اللذين هم فيه و مطلوب منهم النزول إلى الأسفل لأنه أكثر أماناً.
نهضت السيدة و هي مذعورة و تتسائل عن اللذي يجري و حاول جلال تهدئتها قائلا: لا تقلقي بما أن الانذار جاء في هذا الطابق فقط فلابد أنه حريق بسيط و سيتم التعا………..
اااااااااااااااااااااه هااااااااااااااااااععع !!!!!!!!!! (صوت صراخ رجل يدوي في الممر!!….)
خرج جلال معه السيدة مسرعين خارج الغرفة ليتحريا الأمر و وجدو ما كان جلال يرجو عدم حدوثه..

هناك رجل ملقي على وجهه على الأرض و المريض اللذي توحش و السيدة العجوز فوقه ينهشون لحمه و يعضون رقبته و ذراعه و ساقه
ذعر جلال فهو لم يعتد على هذا المظهر بعد و السيدة اللتي معه بدأت في الصراخ بأعلى صوت و عندها رفع الشاب المتوحش رأسه إثر سماعه صوت الصراخ و التفت الى مصدره و اللذي كان تلك السيدة و عندما رأت ملامح وجهه القبيحة و الدماء تسيل من فمه و قطع اللحم من جسد الرجل اللذي عضه تتدلى بين أسنانه أغمي عليها و سقطت أرضاً ..
انتبه جلال لها و حاول إيقاظها ….صرخ عليها….صفع وجهها ….دون فائدة فصدمتها كانت كبيرة جداً لكن لم يكن هناك وقت فقد وقف الشاب الميت الحي على رجليه و بدأ يسير بإتجاههما…
سحبها جلال لمسافة قصيرة ليبتعد عن الأموات ثم حملها على ظهره و انطلق مسرعاً حتى وجد غرفة تخزين المؤونة و معدات النظافة .
نظر من خلال المربع الزجاجي الموجود على الباب

ثم فتح الباب و ألقى نظرة تفقدية على الغرفة……لا يوجد أي خطر…..و كانت الغرفة تحتوي على بابين كل واحد يفتح على ممر منفرد للمستشفى…

دخل و أقفل البابين الخشبيين بالمفتاح…. ثم وضع السيدة على إحدى الطاولات و فتح صندوق فأس الطوارئ و تسلح بها…و فتح أحد الدواليب….أخذ زجاجة ماء و بدأ يرش على وجه السيدة و عند استيقاظها باتت تصرخ فهي ما تزال تذكر الصدمة اللتي رأتها……قام جلال بوضع يده على فمها و قال لها أن تهدأ قبل أن يسمعها هؤلاء….تمكن من تهدئتها قليلا لكنه كان قلقاً من تواجد الجثث المتحركة بالقرب منهم….
و قد كان يعي أن السيدة تريد أن تعرف ماللذي يجري و فعلا بدأت تتسائل:
– ماللذي يجري هنا؟؟ ذلك الرجل المسكين…(أصابها الغثيان من تذكرها للمشهد.. و بدأت تتقيئ)….. من هؤلاء…!!؟؟
– لا أستطيع إخبارك الان يا انسة لكن يجب علينا أن نخرج من هنا…. و الان!!
– لن أخرج إلى أي مكان حتى أعرف ماللذي يجري!!! وحتى يأتي رجال الأمن الى هنا …ماللذي يضمن أن هؤلاء السفاحين ليسو في كل أرجاء المستشفى!!؟؟.. من هم أصلاً و كيف دخلوا.!!؟؟ أليس هذا المستشفى فيه أفضل الأنظمة الأمنية… أين رجال الأمن؟
-حسنا سأقول لك من هم بشرط أن نخرج من هنا بعد ذلك..هم ليسو من الخارج و دخلوا…..بل هم أساسً من الطاقم الطبي و نزلاء بالمستشفى اللذين بفعلون هذا

ماذا تقوول!!؟؟ الطاقم الطبي..!!؟ لماذا تفعلون ذلك؟؟؟
وقتها لاحظت الفأس في يد جلال…. تراجعت حتى التصقط بالباب خلفها… حاولت فتحه لكنه محكم الإغلاق…نظرت إلى مقبض الباب باحثة عن المفتاح…….. ..لم تجده….أدركت أنه بحوزة الشخص اللذي يقف خلفها و اللذي يحمل فأساً….

إلتفتت إليه و هي في حالة هستيرية
-ابتعد عني…. ماذا تريد مني!!؟؟ لماذا تفعلون هذا ؟؟ و الله انا ليس لي أي علاقة سوى أنني نزيلة بالمستشفى للعلاج (إنهارت أسفل الباب) أرجوك…ماللذي فعلتُه…لا تقتلني لدي زوج و طفلين و هم ينتظرون خروجي من المستشفى….أرجوك!!!
– يا انسة لا تسيئي فهمي أنا لست منهم…
– كاذب !! ..أنت تحمل سلاحاً و القتلة هم زملائك …
– صدقيني رجاءً… هم ليسوا زملائي… لم يعودوا زملائي (وضع الفأس أرضاً و ركلها باتجاه السيدة)… السلاح عندكي انت الان….. خوذيه لكي تطمئني لكن فقط اسمعيني
(تسارعت بيديها الى الفأس و امسكتها و وقفت مستعدة للضرب بها و أحست ببعض الثقة إثرها)
– قل لي…(أخذت نفس عميقاً لتهدأ)…. ماللذي يجري هنا ؟!
– كما قلت لكي.. هم لم يعودوا زملائي… أصابهم مرض غريب ……من يموت يعود للحياة ليقتُل الأحياء و ينضموا اليه
-ما اللذي تقوله..؟! يموت و يعود للحياة..؟!! ما-ماذا؟! لا تكذب علي رجاءً…. هذا غير منطقي!
-نعم أعرف و لم أكن لأصدق لو لم أرى هذا بأم عيني و انتي أيضاً رأيتي وجوههم عندما كانو يعضون ذلك الرجل المسكين …ليس فيهم أي شكل من الحياة سوى الرغبة في نهش اللحوم و أنا لست منهم و إلا كنت لعضضتك و قتلتك بدل أن أخرجك من هناك…أنا لست منهم صديقيني يا سيدتي
(وضعت الفأس أرضاً و بدا على وجهها الخوف و التوتر دموعها بدأت تنزل)
– لالالا… غير معقول…..(إنهارت مجدداً على ركبتيها) يا إلهي…أنا خائفة جدا و أريد رؤية زوجي و طفلاي…
– لا تقلقي…سوف نخرج من هنا حالاً
– أرجوك يا حضرة الطبيب لا أريد أن أموت هنا…
– و أنا أيضاً لا أخطط لذلك …هذه وظيفتي…أنا الدكتور جلال المحمودي, ما إسمك؟
– منى .. منى رفيق
– و عائلتك؟
– زوجي عادل و ابني مازن عمره 4 سنوات و ابنتي عبير عمرها سنتان و نصف
– لابد من إنك متشوقة للرجوع لبيتك و عائلتك
– نعم و انا أعد الأيام لكي أخرج من هنا و أعود إليهم
– حسنا إذاً هيا بنا نخرج من هنا
(وقفت منى على رجليها)
!!!…
ظل ظهر من وراء زجاج الباب

جلال رآه و حاول تحذير منى بالابتعاد و لكن…

(كُسر الزجاج المربع للباب و دخلت يد لشخص ما و أمسكت برداء منى اللتي بدأت تصرخ فوراً…و فجأة تبعها دخول رأس و كسر ما تبقى من الزجاج و قد كان رأس السيدة العجوز اللتي بدأت تحاول عضى منى
– جاء جلال مسرعاً و بات يحاول أن يفلت منى من قبضة الجثة لكن دون فائدة فقد كانت جافة متكسحة و صلبة جداً …وقعت عيناه على الفأس الملقاة أرضاً….
-منى إنتظري قليلاً…!!
أخذ الفأس و رفعها عالياً و نزل بها بأقوى ما لديه على ذراع الجثة المتحركة فقطعها عندها تمكن من تحرير منى منها و لكن لم تكتمل سعادتهما

!!!! سقط الباب بالكامل من كثرة الضغط و سقط معه السيدة العجوز المبثورة اليد و الشاب ثم وقفا و بدآ بالمشي البطيء نحو جلال و منى
– يا إلهي ….جلال!… لقد دخلوا….!!!!
– هيا بنا من هنا….بسرعة!!
خرجا من الباب الاخر من الغرفة اللذي يفتح على الممر الاخر …خرج جلال و انطلق شمالاً بإتجاه المصعد تتبعه منى….احست منى بشيء أمسك بيدها اليمنى ..توقفت بينما جلال لم ينتبه لها و استمر بالجري و إلتفتت إلى ما أمسك يدها لترى ما هو:

!!!! إنها الممرضة الميتة التي كانت تساعد جلال في العملية
سحبت منى بقوة و أوقعتها أرضاً و بدأت تنزل رأسها لتعض رقبتها و منى تصرخ طالبة النجدة التفت جلال من بعيد و رأها فجاء مسرعاً………….منى تصارع من أجل إبقاء الجثة بعيدة عنها لكن…..دون جدوى…فقد وصلت أنياب الممرضة الميتة إلى عنق منى مستعدةً لعضها…..فات الأوان
صرخ جلال بأعلى صوته : هيه!! أيتها الممرضة!!
رفعت الجثة رأسها بإتجاه مصدر الصوت المرتفع فإذا به جلال بحالة شبه هستيرية رافعاً للفأس الى أقصى يمينه و قام بالتلويح بها بقوة في حركة أفقية فأصاب المتوحشة في رقبتها و قطع نصف عنقها و بدأ الدم يضخ على الحائط

و الارضية أما منى الواقعة على الأرض بدأت تصرخ من الخوف و القرف ….ترنحت الجثة قليلاً على الجنب من شدة الضربة بعدها حاولت أن ترجع مجدداً لتعض منى لكنها أُستقبلت بركلة مباشرة على وجهها من قبل جلال مما أدى إلى سقوطها إلى الخلف على الحائط و رأسها متدلٍ بسبب إنقطاع نصف عنقها
قام جلال بمساعدة منى على الوقوف
-هل أنتي بخير؟
-كلا يا دكتور..(تمسح دموعها و تتنهد)..أنا لست كذلك..
– جيد إذا انتي بخير!.. هيا بنا نخرج من هنا
استمرا بالركض باتجاه المصاعد حتى وصلا, ضغط جلال الزر و اشتعل النور الأحمر, اطمئنا و هما ينتظران وصول المصعد……

و لكن ……

انطفئ نور الممر بالكامل…!!!! (ماللذي يجري؟؟!) ….بعد لحظات اشتعلت الأضواء الحمراء الدوارة الخاصة بالطوارء
– دكتور ماللذي يجري…!؟

– يا الهي… ماذا الان…؟

(صوت الطبيب المسئول عن مكتب الاستعلامات عبر مكبرات الصوت الموجودة في الطابق الثاني):
“أعزائي النزلاء و العمال بالطابق الثاني من المستشفى نأسف على الاتي لكن يبدو أنه هناك محاولة خرق لأمن المستشفى فلذلك سنقوم بعزل الطابق الكترونياً..رجاءً لا تقلقوا و الزموا غرفكم فهي مقفلة و محكمة و امنة و سيتم ارسال رجال الامن الى طابقكم و بعد تثبيت الوضع سنقوم برفع العزل و نأسف على إزعاجكم”
– دكتور…مااللذي يحصل و ما المقصود بالعزل الالكتروني…؟
– إنه نظام أمني متشدد تحسباً لتسلل العصابات و قتلهم أو خطفهم لأحد النزلاء أو الأطفال حديثي الولادة و لذلك سيتم اقفال كل المداخل و المخارج من و الى الطابق الثاني و هذا يعني أن المصعد توقف عن العمل كذلك الأبواب المصنوعة من الفولاذ الصلب أوصدت إلكترونياً كلها و لا تفتح إلا ببطاقات يحملها رئيس رجال الأمن و بعض عمال المستشفى و ستبقى مقفولة حتى يتأكد رجال الأمن من ثبات الوضع الأمني بعدها يرجع كل شيء
– رجال الأمن؟ هذا جيد لأنهم سيتصرفون مع هذه المخلوقات البشعة………(و هي متحيرة) أليس كذلك يا دكتور….؟
– أتمنى ذلك فعلاً (القلق يعتري وجهه)… المهم نحن لا يمكن أن نبقى هنا في انتظارهم و اللاأموات يحومون بالقرب منا يجب أن نختبئ

و انطلقا مسرعين باحثين عن مخبأ و في طريقهما رأيا كيف أن الأبواب مقفلة و حاولوا فتح بعض منها بالقوة لكنها فولاذية الصنع و قاسية جداً و الأنوار كلها مطفئة عدى أضواء الإنذار حتى صادفهما باب و هو يفتح و كان باب غرفة عمال النظافة و خرج منه عاملان و رأيا جلال و منى و بدأ أحدهما بالسؤال:

هيه..حضرة الطبيب… هل لديك فكرة عن اللذي يج…..(لمح وجود فأس في يد جلال و الدماء على رداء منى)
– أوه….هيه!!!!!…ماللذي تنويان فعله…؟ (أخرج مسدس صاعق كان بحوزته و رفعه في اتجاه جلال و منى)

– لا تحاولا أن تفعلا أي شيء غريب معي يا جماعة ….معي صاعق يمكنه حتى أن يفقدك ذاكرتك…و أنا أجيد إستخدامه!!
(نظر إلى زميله) أنظر يا محمود, يبدو أننا قد أمسكنا بالمسئولين عن الخلل الأمني و قد نصبح أبطال المستشفى بعد ذلك
– لكن انتظر …نحن لسنا المسؤولين عن…
– و لا كلمة و لا حركة يا صاحبي و الا لن يفهموا منك جملة على بعضها عند التحقيق معك و أنت مصعوق
– لكنه يقول الحقيقة نحن لسنا المسئولين…!
– أنا لا أمد يدي على سيدات لكنني مستعد لذلك دفاعاً عن نفسي فلذلك يستحسن لكي أن تبقي فمك مقفلاً و تنتظري قدوم الأمن و انت هادئة, زميلك يمسك سلاحاً و انتي ملطخة بالدماء و الانذار يقول بأنه هناك من قام بخرق الأمن.. القصة واضحة جداً….الان ضع سلاحك أرضاً و اركله باتجاهي ثم قفا انتما الاثنان قبالة الحائط
(قاما بتنفيذ ما قاله لهما)
– حسنا إذاً أنتما لستما المسؤولين هاه؟, إذا من ممكن أن يسبب خللاً أمنياً إن لم يكن أنتما؟ سألعب دور الساذج و أسئلكما…أمتعاني بإجابة
– إنها جثث الموتى تتحرك و تأكل لحم الأحياء
-؟؟؟……ماذا؟!! جثث تتحرك؟!!!…….. (بدأ يضحك بشدة و بسخرية) هههاهاهاهاا يا الهي… لم أتوقع هذه الاجابة أبداً..هاهاههاا.. كأنني أشاهد فلماً مرعباً هاهههاهاها…(هدأ قليلاً) لقد فهمت كل شيء…لدينا مختلان عقلياً هنا يقتلان ثم يلقيان اللوم على مخلوقات وهمية (بدأ يتحدث بلهجة إشمئزاز) يا لكما من مريضين..قد جئتما الى المشفى الخطأ .. سوف يتم وضعكما في المكان المخصص للمعتوهين أمثالكما
– استمع الينا فقط…
– اخرسا…!! لقد سمعت ما يكفي من تفهاتكما و إن كان لديكما شيء لتقولانه فقولاه عند التحقيق معكما…لا أريد حتى أن أفكر من هو سيء الحظ صاحب هذه الدماء اللتي عليكما….
بعد مرور فترة من الوقت لمح العامل الاخر رجل الأمن قادما من نهاية الممر الشبه مظلم و قد تعرف عليه من خلال قبعة الامن اللذي كان يرتديها و العصا المعلقة في حزامه
– انه رجل الأمن! هييييييه من هنا…المجرمون هنا معنا…..بسرعة!

(رجل الأمن كان يمشي ببطئ و لم يرد بكلمة)

– هل تسمعني يا حضرة الضابط….نحن هنا….و المجرمون تحت سيطرتنا

(رجل الأمن لا زال يمشي بتئن ولا يرد)

– ما مشكلته؟! يبدو بأنه لا يسمعنا…حسناً أنا ذاهب لأكلمه و أحضره, أبقي عينيك عليهما
– حسناً بسرعة يا منير …لا أريد أن أبقى لوحدي مع هذين المجنونين
ذهب العامل الآخر منير و هو ينادي بينما كان يهرول بإتجاه رجل الأمن لكن رجل الأمن لم يكن يجيب بينما يمشي بشكل بطيء و فجأة وقف في مكانه و أنزل رأسه للأسفل….
احتار الجميع في ماللذي يفكر فيه رجل الأمن بتصرفاته هذه لكن جلال أدرك شيئاً!!.. فإلتفت إلى الرجل صاحب المسدس الصاعق
– قل لزميلك أن يبتعد عنه!
– لا تتكلم..
– قل له أن يبتعد عنه…الآن!!!
– قلت لك أن تخرس و لا تتكلم و إلا…!!

(من جهة أخرى)

منير اقترب من رجل الأمن و بدأ يسير و يكلمه
– يا صاحبي هل تسمعني؟ هذا ليس وقت المزاح.. يكفينا الوضع اللذي نحن فيه الان (وقف أمامه بالضبط) هل تسمعني يا أخ…..مرحبااااا (بدأ يلوح بيده أمام وجه رجل الأمن الملتفت للأسفل)

(رجل الأمن يرفع رأسه ببطئ……….)

!!!!!!

أمسك بذراع منير فجأة و قام بعض يده و قضم جزء منها
بدأ منير بالصراخ من شدة الألم و الصدمة و أعطى بضهره لرجل الأمن و التفت إلى الحائط ينظر إلى يده المقضومة

– الرجل صاحب المسدس الصاعق لم يرى بالضبط ما جرى بسبب بعد المسافة و إنعدام وجود الإنارة الواضحة لكنه أحس بأن رجل الأمن قد فعل شيئاً سيئاً بزميله فترك جلال و منى و بدأ يجري باتجاه زميله

محمود اللذي كان يتألم من العضة و نازلاً على ركبته أصابته حالة غضب شديدة من رجل الأمن اللذي فعل به هذا فأدار رأسه باتجاهه و هو يتكلم
– يا أيها المعتوه ماذا تظن نفسك فا…….

فوجئ بوجه رجل الأمن في وجهه و هو يرتمي فوقه ليوقعه أرضاً و حاول دفعه بعيداً لكنه كان قوياً بشكل غير طبيعي
فتح رجل الأمن فمه و بات يقترب من رأس منير و بدأ منير يحاول إبعاده …جاهداً…لكنه تمكن من الوصول الى و عض كتفه و على اثرها خارت قوى منير و لم يبق له سوى الصراخ بينما جثة رجل الأمن يجهز عليه بعضتين أخرتين في رقبته

حصل كل هذا سريعاً بينما زميله لا يزال يجري بإتجاهه
لكن جلال كان مدركاً للذي يجري فانطلق مسرعاً وراء صاحب المسدس الصاعق و تمكن من الانقضاض عليه و اسقاطه أرضاً و سقط المسدس الصاعق من جراء سقوطه و انزلق بعيداً بإتجاه الظلام
– ابتعد عني أيها المجرم!! (و هو يحاول ابعاد جلال من فوقه)
– لا تذهب إلى هناك لقد فات الآوان على زميلك..لقد مات!
– كلا..!! لن يحصل هذا معه…منيييييير! لا يمكن أن يموت هنا و هكذا…ابتعد عني يا هذا!!
– إسمعني يا ابني…رجل الأمن ميت أصلاً و هو جثة تتحرك و قريباً زميلك سيصبح مثله!
– لا تكذب و الا قطعت لسانك…(لكنه تذكر ماقاله جلال في بداية لقائهما و أدرك أنه هناك شيء غير طبيعي يجري )…..يا الهي… لا..منيييييير! غير معقول….هذا كابوس, لا بد من أنني أحلم!
– أتمنى لو كنت كذلك لكنك لا تحلم….هيا بنا
– لكن المسدس الصاعق …يجب علي البحث عنه
– ليس هذا وقت البحث….أنظر
كان هناك 5 آخرين من الجثث قد مرت من جانب رجل الأمن و متجهة نحو جلال و رفاقه
– هل تريد أن تبحث عن أغراضك بينما هؤلاء بجانبك…أكيد لا, إذاً هيا بسرعة!
انطلقوا مسرعين في الاتجاه المعاكس و الرجل لا يزال ينظر بإتجاه زميله المقتول لكنه أدرك بأن الأوان قد فات فعلاً فإنطلق معهم و استمرو باحثين عن مخبأ آمن و عند مرورهم بأحد الممرات وجدوا أحد الأطباء المتوحشين ينهش لحم رجل أمن اخر و مسدسه واقع على الأرض بعيد عنه أخذه جلال و التفت الى زميله
-جلال: أولاً أنت لم تقل لي إسمك
– رجل النظافة: أسعد…يا الله ماللذي يجري هنا؟…إسمي أسعد الراوي و زميلي اللذي ضاع هو منير رياض…
– جلال: أنا الطبيب جلال المحمودي و هذه منى رفيق
الطبيب شبيه الميت سمع صوتهما و نظر إليهما و منى رأته
– منى: دكتور جلال هذا ليس وقت التعارف…!
– جلال: حسناً يا أسعد… أنت كنت تبحث عن مسدسك الصاعق و لكنك (مد المسدس إليه) ستحصل على مسدس حقيقي
– أسعد : هيه.. شكراً… هذه هدية جيدة…(نظرة أسف تعتلي وجهه) كنت أتمنى لو أن منير كان معي ليرى هذا…هو يحب هذه الأشياء مثلي
(الطبيب المين وقف على رجليه)
– منى: يا دكتوووووورررر….!!
– جلال: انا اسف على منير فعلاً لكن هذا قدره…
– (الدمعة في عينه) نعم..أعلم…قدر الله له ذلك…لكنني…..
– أنا آسف….حقاً حقاً آسف
– لا عليك ليس خطأك هذا ليس وقت الحزن يجب أن نخرج من هنا
(الطبيب الميت بدأ يمشي بإتجاههما و المسافة بينهم بضعة خطوات)
– منى و هي في قمة التوتر: يا قوم هلا أجلتما حديثكما و انتبهتما الى الخطر المقترب..!
جلال التفت الى الجثة و تعرف على زميله في العمل
– يا إلهي…دكتور سليم…لم اعتقد بأنك ستلقى حتفك اليوم أيضاً…أسعد هلا أسديت لي و للعالم خدمة و أنهيت وجوده
(أسعد وجه سلاحه بإتجاه رأس الجثة)
– طبعاً…بكل سرور…(و سحب زناد سلاحه)

(صوت العيار الناري دوى في أرجاء المكان)
(دماء من رأس الجثة تناثرت على الحائط)
(سقط الطبيب الجثة أرضاً و بدأ ينتفض قليلاً)
– يبدو بأنك تجيد استخدام الأسلحة النارية أيضاً
– لقد كنت أتدرب في نادي رماية في الماضي…لكن هلا اخبرتني لماذا أشرت علي بأن “”أنهي وجوده”” بدل أن نهرب فحسب…كأنك لا تطيقه
– صدقت…فقد كان فظاً سيء الألفاظ و متعالٍ بسبب منصبه و ليس هذا فقط فقد كان يختلس الأموال من مدخول المستشفى و يصرفه على رفاهيته الخاصة و سمعته أكثر من مرة يتفاخر بهذا عندما يتكلم بالهاتف…حاولت كم من مرة أن أفضحه لكن نظراً لثقة رئيس المستشفى العمياء به و “نقص الأدلة” لم أستطع النيل منه …حتى هذه اللحظة….شكراً للمساعدة
– لا شكر على واجب…..حسناً مالحل الآن….كان لدى منير بطاقة أمنية تسمح له بأن يفتح الأبواب المقفلة الكترونياً و لكن….فات الأوان على ذلك و المسدس اللذي بحوزتي لا يمكنه تفجير أقفال الأبواب الفولاذية المقفلة كهربائياً
– حتى لو كانت بحوزتنا وسيلة لفتح الأبواب فلا نستطيع أن نفعل ذلك لأنه لو فعلنا فسيتبعنا الأموات إلى الطابق الأول و ستحصل كارثة عظمى…يجب أن نجد يا إما مخبأً حتى يتم التعامل مع الأمر أو الأفضل و الأضمن لنا أن نجد وسيلة للخروج لا يمكنهم ملاحقتنا بها…لكي نتمكن بعدها من إخبار رجال الأمن باللذي سواجهو…..
(منى و هي مذعورة): يا إلهي..! دكتور أنظر..!!
(نظر الإثنان الى حيث ما أشارت بيدها)

مجموعة كبيرة من الموتى ظهرت من اخر الممر في الظلام لحقت بالناجئين و المزيد منهم من الممر الاخر يمشون باتجاه صوت الطلق الناري من مسدس أسعد قبل قليل و الممر الثالث به باب فولاذي و لا يوجد ممر رابع فأصبح جلال و رفاق محاصرين تماماً

أسعد أطلق النار عليهم و أصاب أحدهم بطلقة في بطنه لكنه استمر بالمشي و أصاب جثث أخرى من الممرين بطلقات في أماكن متفرقة في الصدر و الأرجل لكنها ما تزال تتحرك بإتجاههم

منى بدأت تبكي و تدعو بالأمان لزوجها و طفليها لأنها عرفت بأنه لم يعد هناك أمل بالنجاة
– أسعد نظر إلى جلال: جلال…هل هذه هي النهاية..؟!
– لن تكون النهاية قبل أن يقتلونا..!! لا بد من حل
تذكر أسعد شيئاً فنظر إلى الأعلى و وجد فتحة متصلة بممر التهوية

– وجدتها ,كم أنا غبي, كيف لم أفكر في هذا قبلاً….يا رفاق!..احموا عيونكم..!!
أطلق أربع طلقات أصابت الدبابيس المثبتة لغطاء فتحة التهوية و اسقطها
– بسرعة!….السيدة أولاً!
أشبك جلال يديه معاً و وضعت منى رجلها عليهم و قفزت في الفتحة و دخلت ثم أسند أسعد جلال بنفس الطريقة و عندما دخل جلال إلى ممر التهوئة مد يده فأمسكها أسعد و رفعه للأعلى
…….
و لكن….!!!

تمكن أحد الأموات الأحياء من إمساك رجل أسعد و بدأ يسحبه إلى أسفل بينما جلال يسحبه إلى أعلى….لكن المتوحش كان أكثر قوة و صلابة و بدأت قبضة أسعد تفلت من يد جلال شيئاً فشيئاً….
– دكتوور!….أفلت يدي
– كلا!…… هل أنت مجنون لتعتقد أنني سأفعلها..؟!!
– لا تسيء فهمي ….يد واحدة فقط و أمسك الأخرى
– مااذا..؟! يتحسن بك أن تكون لديك خطة (أفلت يداً واحدة)
أخرج أسعد مسدسه من جيبه بيده الحرة و صوبه باتجاه رأس المتوحش الممسك برجله

أترك ساقي أيها الوغد!!!!! أطلق رصاصة و أصابه في جبهته

سقط المتوحش أرضاً دون حراك و تمكن أسعد من دخول فتحة التهوئة بمساعدة جلال و الثلاثي غير مصدقين أنهم نجوا من موت مؤكد
– أسعد….أنت بخير؟
– نعم يا دكتور….بطريقةٍ ما….نعم…
– عبقريتك أنقذتنا…ما قمت به كان بطولة بجد..
– شكراً….(يلهث من التعب و الفزع)… لطالما حلمت بأن ألعب دور البطل منقذ الموقف……… لكن لعنة الله على البطولة إذا كانت مرعبة لهذه الدرجة…..
– حسناً إذاً ماذا سنفعل و أين سنذهب..؟
– لحظة (أخرج ورقة من جيبه) هذه هي تصاميم ممرات التهوئة….صحيح أنني عامل نظافة لكنني أمتلك بعض الخبرة في الصيانة و قد ساهمت في تصيين ممرات التهوئة أكثر من مرة لذلك لدي هذه الخريطة المصغرة
– هذا جيد جداً أحسنت…حسناً لننطلق
– نعم…هناك أحد الممرات في متاهة التهوئة هذه مرسوم عندي في الخريطة نهايته مكشوفة و لم يتم إقفالها بعد صيانتها و هي تطل على أحد المصاعد المصغرة اللتي تستخدم لنقل المؤن صغيرة الحجم و عندما نصل إليه سنستخدم ذلك المصعد لنصل إلى الطابق الأرضي فهو يعمل يدوياً عن طريق بكرة بداخله موصولة بحبل متين و ليس كهربائياً فلذلك لن يتأثر بالعزل الإلكتروني و سنستخدمه فرداً بفرد لأنه صغير جدا و حبله لن يتحمل الوزن لثلاثتنا
– حسناً إذا …لا وقت نضيعه…هيا بنا

و انطلقوا في الممرات يمشون و هم مخفضون رؤوسهم لقصر و صغر الممرات و بينما هم يمشون كلما مروا من جهة تطل على رواق المشفى رأو الجثث تتحرك في أنحاء المكان أو يرون إحدى الجثث تعض أحدهم و هو ملق على الأرض و كانت المظاهر كارثية و وحشية حتى وصلوا الى الممر اللذي في اخره يوجد المصعد المصغر
– ها هيا يا جماعة لقد وصلنا…
– الحمد لله وصلنا بالسلامة
و بينما هم يمشون باتجاهها مروا على فتحة تحت أرجلهم فيها ثلاث جثث لأطباء تتحرك….مرت منى فوقهم و هي تنظر لهم و تأسف لحالهم و مر جلال فوقهم و قد تعرف على إثنان من زملائه
– جواد…..عدنان…..أنتما أيضاً ؟…يا الله إرحمنا برحمتك
مرة أسعد فوقهم و هو ينظر إليهم و إذا بها أرضية الممر تفتح تحته!! لأنها لم تحتمل ضغط الوزن
سقط أسعد لكنه تمكن من الامساك بحافة الممر قبل أن يقع بين الجثث و بسرعة التفت جلال اليه و تمكن بسحبه بسرعة قبل أن يمسك به أحدهم
– شكراً يا دكتور……..يا إلهي يبدو أنني لن أخرج حياً الليلة
– لا تتكلم هكذاً ….ما زال لديك أمل كبير بالنجاة
– لا بأس بذلك فحالي لن يكون أسوء من حال منير…
(بدأت منى بسحب الحبل حتى وصل المصعد الصغير عندها فوقفت عليه من فوق و بدأت تنزل نفسها للطابق السفلى رويداً رويداً بإستخدام البكرة الحديدية بينما جلال و أسعد ينتظران و يتحدثان)
– يا ترى ماهو أول شيء نفعله عندما نصل إلى الطابق الأول يا دكتور؟ هل سيصدقون قصتنا
– عليهم ذلك فإن رجال الأمن لم يكن لديهم خلفية عما سيواجهون و أنظر ماذا حصل لهم, إن الموضوع برمته يسبب لي الضيق (يفكر من هو اللذي بلغ عن وجود حالة خطر في الطابق الثاني من الأساس)
– نعم معك حق يجب عليهم تصديقنا و التصرف بسرعة في أسرع وقت…لا أستطيع التفكير في أن منير سيبقى هكذا لفترة طويلة…رحم الله روحه….

!!!!!
(ظهرت يد من الحفرة اللتي كاد أسعد أن يسقط فيها و أمسكت به من الخلف و تبعها ظهور رأس ما و عند إلتفات أسعد إليه و إذا به …..
منير…!!!
جثته الجائعة تتبعت أثر صاحبه حتى إلى داخل ممرات التهوئة…
– منير يا صديقي الوغد!…. ما زلت تتذكرني!
قام منير الميت الحي بسحب أسعد بسرعة لأسفل الفتحة المكسورة إلى داخل الغرفة التي تعج بالجثث و رغم محاولة جلال اللحاق به لإمساكه فلم يتمكن من إدراكه….
سقط أسعد على ظهره و فوراً حاول النهوض فإذا به يرى أحد المتوحشين يرمي بنفسه عليه لعضه ….أخرج مسدسه بسرعة و أطلق عليه في رأسه و أسقطه هامداً…..أخذ وضع الجلوس مستعداً للوقوف بسرعة فإذا به أحس بألم حارق كأنه طعنة سكاكين في خاصرته صرخ إثرها و إلتفت و ليرى أن جثة منير تعضه في جنبه
-(جلال يصرخ) ..أسعد!!!
– (وجه مسدسه على رأس جثة زميله) آسف يا صديقي لكن يبدو أن هذه النهاية
…..

!!!!!
شعر بيد أخرى تمسك بمسدسه…..إنه أحد تلك الجثث الأخرى المتواجدة في الغرفة !!!!
إنقض عليه المتوحش و أسقطه أرضاً و تمكن من عض كتفه و زاد صراخ و وجع أسعد بينما كانت هناك ثلاث جثث أخرى تمشي بإتجاهه لتجهز عليه و جلال يفكر في طريقة للمساعدة لكنه مرتبك و لا يستطيع النزول للأسفل مع كل تلك الجثث
لمح أسعد أنبوب غاز قابل للإشتعال في الغرفة فالتفت الى جلال بسرعة
– جلال….لا تبقى مكشوفاً….إحتمي!!
– ماللذي تفكر فيه أيها المجنون
– رجاءاً يا دكتور بسرعة أرجوووك…..!!
ابتعد جلال عن مجال النار و عندما رآه أسعد و بالرغم من أنه يتألم التفت باتجاه جثة زميله و هو يبتسم
– من الأفضل أن نذهب للممات سوياً ….ألا توافقني الرأي؟…. منير؟
تمكن بالكاد من توجيه يده المصابة الممسكة بالمسدس بإتجاه أنبوب الغاز
(و في لحظة صمت….)
(سحب الزناد و خرجت رصاصة من مسدسه)
(طارت الرصاصة تدور و تحرك الهواء حولها بإتجاه أنبوب الغاز…وصلت إليه و ثقبته و عملت شرارة)
!!!!!!!!!!
(إنفجار هز الغرفة و ممر التهوئة فوقها حتى كاد يسقط كله)
جلال بالرغم من أنه كان مطبقاً على أذنيه الا أنه أحس أن طبلتيه كادتا أن تنفجرا (أسعد!…أسعد..! أجبني…!!)
لم يسمع رداً……عرف أنه فات الأوان على ذلك..
(أسعد.!!…لاااااا!)
أصابه القهر ……لم يرد حتى أن ينتظر انتهاء تصاعد الدخان ليرى مشهداً لا يريد أن يراه….. التفت لخلفه و هو مازال مصدوماً و منهاراً فوجد أن المصعد قد رجع إليه….دخل بسرعة و بدأ بالنزول حتى وصل لغرفة المؤونة بالدور الأرضي فاستقبلته منى بالسؤال مباشرة
– حضرة الطبيب ماللذي جرى….ماذا كان صوت الإنفجار هذا؟ ماللذي جرى؟أين أسعد؟!!
نظر إليها و الحزن يملأ وجهه و أنزل رأسه للأسفل فعرفت أن مكروهاً أصاب أسعد و أنه لن يأتي معهم بعدها
– يا إلهي غير معقول (بدأت الدموع تملأ و تنهمر من عينيها و وضعت يديها على فمها و بدأت بالبكاء)
– لقد مات و هو يحاول حمايتي و صدهم عني……..(أخذ نفساً عميقاً) لا اله الا الله…هيا بنا نخرج من هنا
خرجا من الغرفة….انطلقا في الممر حتى وصلا نهايته و اللتي بها باب يدخلهما على صالة الاستقبال و مكتب الاستعلامات……و هكذا إنتهت ليلة مليئة بالمعاناة و الجنون و المآسي…قاما بفتح الباب و هما يفكران ماللذي سيقولانه للآخرين و كيف سيقنعونهم باللذي جرى……..

فتحا الباب….و خرجا لينهيا الكابوس……

ا…ل…ن…ه…ا…ي…؟؟؟؟

!!!!!


– لكن يا دكتور ماهذا…؟؟؟!!

لا..! هذا غير معقول…يا دكتور ماللذي حصل؟!
– لا..لا…لا… يا إلهي متى سينتهى هذا الكابوس؟

صدما بمنظر الدم يغطي الممرات و لم يعرفا ماللذي جرى….هل حصل حادث آخر في الطابق الأول..
– منى تعالي لنذهب لكشك الإستقبال….

alex_reception

دخلا للكشك و فتح جلال الكمبيوتر ليتأكد من معلومة معينة
– يا إلهي…ليس هذا أيضاً…!
– ماذا هناك يا دكتور….
– لقد قاموا بعزل الباب الرئيسي للمشفى و جراج السيارات و مدخل مستودع المؤونة أيضاً و لا يمكن لأي سيارة أن تخرج من هنا
– غير معقول!…ألا يمكنك أن ترفع العزل؟!
– لو كنت أستطيع لفعلت…لكن الرمز السري للدخول على هذه الأوامر لا تعرفه إلا سناء و هي الممرضة العاملة على الكمبيوتر و يمكنها القيام بالعزل أو رفعه بأوامر من الدكتور عبد الرحمن المسئوول عن المكتب و اللذي كان يتكلم من سماعات الطابق الثاني…
– أنا أعرف سناء..إنها صديقة لي…أتمنى لو أنها بخير….أين هيا الآن؟
فجأة سمعا خطوات أحدهم يقترب ببطئ…منى بدأت تنادي..من هناك؟ لم يرد أحد…لكن جلال أسكتها بسرعة و قال لها لنختبئ!
انبطحا و إختبئا خلف الكشك…بدآ يسمعان الخطوات تقترب و كانت تمشي ببطئ…أدرك جلال ماللذي يجري…نظرت منى في الزجاج المقابل لها لترى في إنعكاسه من اللذي هناك خلفهم..فرأت سناء..تمشي ببطئ…وجهها مدمى…عيونها بيضاء…تعرج خطوة تتلوها خطوة أخرى ببطئ ثم توقفت على بعد خطوات من الكشك…و باتت تصدر صوت آكلي اللحوم.. ااااااااهههاااااه….إنها ميتة!…بدأت منى بالبكاء عند رؤيتها لصديقتها و وضعت يدها على فمها و بالكاد استطاعت كبت صوتها كي لا تسمعها الممرضة الميتة

لكن الجثة إلتفتت جهتهم…فات الآوان لقد سمعت الصوت…بدأت تمشي بإتجاه الكشك حتى وصلت إليه..أمالت نفسها على الطاولة..مدت يديها المقضومة و المشوهة للأسفل بحثاً عن مصدر الصوت..و بدأت تحركها يميناً و شمالاً أمام ناظري جلال و منى اللتي بالكاد تحبس أنفاسها و دموعها تنزل من عيونها…همس جلال لمنى….يجب أن نذهب بعيداً عن هنا…عند العد ثلاثة سننطلق بعيداً (أشارت منى برأسها بنعم)…واحد…إثنان….

!!!!

أمسكت يد الجثة بمعطف جلال و حاولت سحبه لكنه بات يقاوم و منى بدأت تصرخ بجانبه…زحفت الجثة فوق طاولة المكتب ثم سقطت أمامهما بعدها رفعت رأسها بإتجاههما و كم كان منظرها قبيحاً و مخيفاً..وقف جلال و أوقف منى بسرعة من المشهد المرعب
هيا بنا لنخرج من هنا…بسرعة!!!
إنطلقا بسرعة البرق و دون معرفة أين الإتجاه دخلوا لإحدى الغرف لإلتقاط أنفاسهما فجلال كبير في السن و منى لديها إرهاق حاد و هذا سبب دخولها المشفى…وجدا الغرفة خالية من بعيد…دخلا بسرعة و أقفلا الباب….نظرا في أرجاء الغرفة و إكتشفا أن الغرفة لم تكن خالية تماماً….وجدا جثة ملقية على الأرض بجانبها مسدس..إقترب جلال متوتراً من الجثة…….نظر إليها……!….قلبه يخفق بشدة…!!……

!!!!

لم تتحرك الجثة

إكتشف أنها تعود للممرض ياسين اللذي كان يعاون جلال أثناء العملية الجراحية…وجد ثقب طلقة محفوراً في دماغه….وجد ورقة موجودة بجانبه أخذها و بدأ يقرأها:
“”…هربت مسرعاً مذعوراً من الطابق الثاني…تركتهم يرسلون رجال الأمن و ذراعي لا تزال متضررة…قام الممرض سامر بالإعتناء بجرحي و تضميده…و عندما سألوني عن سبب جرحي لم أستطع أن أقول لهم عن الجنون اللذي رأيته بعيني…لن يصدقوني…أخبرتهم بوجود مجرم مختل عقلياً متسلل…جيد أنهم إستمعوا لي و عزلوا الطابق إلكترونياً….يا إلهي…لقد رأيته ينهض من الموت…أنا و الممرضة ذهلنا و فرحنا و ظننا بأنه بخير و أن هناك عطل في جهاز كشف نبضات القلب….لكن عندما حاولت الممرضة مساعدته على النهوض إنقض عليها و بدأ يعضها و دمها تطاير على الحائط أمام ناظري…حاولت المساعدة لكنه عض ذراعي…و الممرضة لم تعد تتحرك..لقد ماتت….و لم أستطع فعل شيء سوى الهرب…يا إلهي أنا لا أشعر بخير أبداً…أشعر برغبة في أكل لحم نيء طازج…هل سيحصل لي مثلما حصل للشاب المتوفى…لقد كان هو أيضاً معضوضاً…ثم مات….ثم عاد متوحشاً…كلا لن أسمح بهذا!…..هل هذا المرض ينتقل بالعدوى أم أنها لعنة من عند الله…يجب أن أحذر سامر..عندما كان يسعفني مسح دم يدي بمنديل…ثم قام بإمساكه بفمه لإنشغال يديه بربط الضمادة….لا أستطيع الحراك..هل سأموت…شهاب صديقي رجل الأمن ترك مسدسه بجانبي بطلب مني بلا مشط ذخيرة..لكنه نسي إخراج الرصاصة المحشوة داخله..أعرف أن الإنتحار حرام…لكنني أفعل ذلك لكي أحمي زملائي و مرضى المستشفى..لمن يقرأ هذه الرسالة…أتمنى أن تكونوا بخير..و رجاءً أخبروا زوجتي أنني مت دفاعاً عن الأبرياء….”
.
.
.
(نظرة الصدمة تعلوا وجه جلال…..) يا إلهي !…يا إلهي..! يا إلهي العظيم!….كيف إنقلبت كل الأمور هكذا؟؟!! لقد كان هو من طلب غلق الطابق الثاني حيث كنا…لكن غلطة ممرض بإمساك المنديل بفمه كلفت الكثير…فأصيب بالمرض و قتل كل من في الطابق الأول
– (منى وضعت يديها على فمها من الصدمة) يا إلهي….! دكنور جلال…ما مصيرنا الآن؟؟.. نحن مسجونان في المشفى و الجثث تجول بالخارج و قد تجدنا في أي لحظة!
– مستحيل أن نبقى هنا في إنتظارهم…يجب أن نجد مخرجاً من فخ الموتى هذا…هيا بنا إلى الجراج…هناك مكتب لرجال الأمن…لنبحث عن سلاح هناك بالإضافة للمسدس الفارغ هنا…هيا بنا
و رغم كثرة البهدلة و التعب اللاتي يمران بها…انطلقا باتجاه الجراج باحثين عن مخرج أو منفذ أو أي ملاذ آمن داخل المستشفى الموبوء وسط الممرات المظلمة..

فجأ ظهر أمامهما جسم من وراء إحدى الأعمدة في وسط الظلام و إنقض على جلال..و أوقعه أرضاً و أسقط مسدسه..إنه الدكتور عبد الرحمن المسئوول عن مكتب الإستعلامات..متوحش هو أيضاً..و بدأ جلال يصارع أمام جثة أكثر صلابة منه بكثير
-حملت منى المسدس و وجهته على الميت و سحبت الزناد….لم تخرج طلقة…تذكرت بأن المسدس فارغ..!…قامت برميه بكل قوتها على رأس الجثة لكن لم يؤثر بشيء… حاولت الإقتراب للمساعدة لكن جلال صرخ آمراً لها أن تبقى بعيداً..
– منى لا تقتربي…أهربي!
– دكتور جلال! لاااا…لن أتركك !
– لا تبقي هنا…لا تموتي هنا…!!…أهربييييي!!
– لكن!…لكن!…..

عرفت أنه ما بيدها شيء..أحست بالضعف و إنعدام الحيلة….بدأت الدموع تملئ عينيها….صرخت من اليأس ثم انطلقت تجري باكية….

الأمل بأي منفذ بات مفقوداً نهائياً

فجأة !!! فوجئت بفوهة بندقية موجهة في وجهها….


صرخ صاحب البندقية (إبتعدي عن الطريق!!!) دون تفكير أو قول حرف ابتعدت عن طريق فوهة السلاح….انطلقت خرطوشة من البندقية أفزع صوتها القوي منى و أصابت حبيباتها المتناثرة رأس جثة الدكتور عبد الرحمن من الجانب فسحقت دماغه و طلت مخه على الحائط من الجانب الآخر…سقط الطبيب الميت أرضاً بعد أن قتل….مجدداً و نهائياً….
– (وقف جلال و قلبه يكاد يتجمد من الفزع اللذي واجهه) م..م…من؟…(دقق في النظر) حضرة الضابط شهاب أهذا أنت؟
– دكتور جلال…حمد لله على سلامتك..(إلتفت إلى منى) آسف على رفع صوتي عليك سيدتي…
– (مسحت دموعها و أخذت نفساً) كلا…لا بأس….شكراً لك على إنقاذنا
– حضرة الضابط…نحن محاصرون و يجب أن نجد مخرجاً من هنا…
– أجل…لقد لاحظت أن بوابة موقف السيارات الفولاذية مقفلة بإحكام…لقد تمت مباغثتنا و لم نعرف كيف نرد عليهم…رأيت كيف بدأ الطاقم الطبي يعضون بعضهم البعض كالمجانين…وعندما تظن أن أحدهم مات يرجع لك مجدداً ولا بالرصاص إطلاقاً…لم أدرك نقطة ضعفهم إلا متأخراً جداً…لقد قتلوا عدداً من رجال الأمن…سند…رشيد….عوض…كلهم رحلوا….سحقاً!!..يا إلهي..!
– آسف جداً على خسارتك…رحم الله زملائك…نحن أيضاً فقدنا زميل لنا…يجب أن نبتعد عن هذه البقعة…الأصوات المدوية كأصوات الأسلحة تجذبهم………..و بكثرة!
– نعم أنا فكرت في فكرة يائسة أخيرة….هناك رافعات شوكية (فورك ليفت) موجودة في مستودع المؤن في الجهة الأخرى من المبنى….

سنستجلبها من هناك و نستعملها لرفع بوابة الجراج فهي أقل سمكاً و صلابة من بوابة المستودع… ثم سنهرب بسيارة الإسعاف من هذا المشفى الموبوء
– تبدو مخاطرة لكن ليس لدينا أي خيار آخر…هيا بنا
– إنطلقوا مسرعين….في ممرات المستشفى الشبه مظلمة…ظهرت عليهم جثة أحد الأطباء في أحد التقاطعات و حاول إمساك شهاب…وجه شهاب سلاحه على رأس الجثة بينما منى أقفلت أذنيها و إلتفتت بعيدا….و تم نسف رأس المتوحش
– بقيت لدي 7 طلقات فقط…لنسرع
في نهاية أحد الممرات المتصلة بالتقاطع حيث قتلوا الطبيب كانت هناك حشد من الموتى يعرجون بإتجاه جلال و رفاقه….إستمروا بالجري في الممر الآخر بإتجاه المستودع…..سمعوا صوتاً
لاااااااا !! لا تقتربوا مني…أيها المجانين..!! كلا…لاااا…إبقوا بعيداً
انطلقوا مسرعين بإتجاه الصوت آملين في العثور على ناجٍ آخر…دخلوا للغرفة حيث كان الصوت يصدر….وجدوا طبيباً محصناً نفسه في ركن الغرفة وراء مجموعة من السلالم الحديدية المرمية فوق بعضها و قد كان محاصراً من إثنين من الجثث الحية…تعود لطبيب آخر و ممرضة و كادا أن يعبرا الحاجز و يأكلاه….أطلق شهاب النار على الممرضة و قتلها و ضرب الطبيب بقوة بأخمص بندقيته حتى أوقعه أرضاً ثم إنهال فوقه ضرباً حتى هشم جمجمته….بعد أن تخلصوا من التهديد ساعدوا الطبيب المحاصر بالخروج
– ماهذا؟…ماخطب هؤلاء المجانين؟….أصبحوا كالهمج يعضون كل من يأتي في طريقهم…
– نعم سيدي إنه مرض غريب لم يصدفنا قبلاً…موتى يأكلون الأحياء
– نعم…صحيح….موتى يأكلون الأحياء…جيد أنكم جئتم لإنقاذي رغم تأخركم جداً (إلتفت لشهاب) و أنتم يا رجال الأمن أين كنتم, هاه؟ ألستم هنا لحمايتنا؟
– سيدي…لقد كنا نعاني بما يكفي من مشاكل…و إن لم تلاحظ…إن المشفى بأكمله متفشي فيه هذا المرض
– المستشفى بأكمله,هاه؟ طبعاً المستشفى بأكمله..هذا لأنكم مقصرون في أداء واجبكم..و إلا لما كنا في هذا الوضع من الأساس
– (شهاب بدأ يرد بنبرة عصبية قليلاً) سيدي لقد بذلنا قصارى جهدنا و قد فقدنا عدداً من خيرة رجالنا في هذه الليلة الطويلة
– طبعاً! طبعاً!….ماتوا….هذا لأنكم مدربون لكي تموتوا !! لكنكم لستم أهلاً حتى للدراهم اللتي توضع في مغلفات معاشاتكم لهذا رجالكم ماتوا دون فائدة
(فقد شهاب أعصابه و أمسك بقميص الطبيب و ألصقه بالحائط…)
– إسمعني يا هذا!….لقد فقدت الكثير من زملائي اللذين ضحوا بأنفسهم محاولين حمايتكم و تعرضنا لما يكفي من الكوارث حتى لا تزيدنا شكاويك هماً….نأسف إن كنا غير مدربين على مواجهة جثث حية لا تتأثر بالرصاص و تشبه أصدقائنا القدامى…لكن إذا خرجنا من هنا أحياء…حاضر سوف أوصل شكواك لوزارة الدفاع و الأمن لكي يضيفوا لكتيب إرشادات تدريب رجالهم مستقبلاً على إحتمالية مواجهة كائنات تموت و تعود للحياة لا تحس و لا تشعر و كل همها أكل اللحم البشري النيء و لا يمكن التفاهم معها و مفاوضتها لكي ترتاح حضرتك في المرة القادمة اللتي تستأجر فيها رجال أمن و تطمئن أنهم يعرفون كيف و يستطيعون إنقاذ جلدك..إتفقنا؟!!
لكن لحين قدوم ذلك الوقت……أقفل فمك اللعين و عاونَّا في إيجاد مخرج من هنا دون إزعاج!!!
(ترك قميص الطبيب اللذي سكت من الرهبة و بات ينظر يميناً و شمالاً ثم رد بنبرة أقل إنفعالاً)
– ط…ط…ط…طبعاً….ت…تبدو صفقة جيدة…لنخرج من ه..ه..هنا أولاً…نعم…أنا معكم…إس…إسمي داوود
– جيد, هيا بنا قبل أن يأتي المزيد منهم إلى هنا بسبب ضجيجنا…
خرجوا من الغرفة و إنطلقوا في الرواق و إستمروا يتفادون الجثث المتحركة اللتي صادفتهم في الطريق بسهولة بفضل وسع الممر حتى وصلوا للمستودع…قاموا بفتح الباب…دخلوا و كانوا مستعجلين فقد كان أشباه الأموات يلحقونهم….وجدوا داخل المستودع اثنان من سائقي الرافعات…ميتان حيان…أحدهما كان يعض جثة رجل أمن آخر تعرف عليه شهاب (مهند…لم تنجوا أنت أيضاً؟…(أخذ نفساً) لا إله الا الله)…وجه سلاحه في وجه السائق و أطلق عليه ثم فجر مخ السائق الآخر بعده…وجد عندهما مفتاحين لرافعتين…و دخل لغرفة العمال باحثاً عن مفتاح لرافعة ثالثة لضمان العملية فوجد واحداً في الصندوق المعلق المخصص للمفاتيح….
فجأة !!!
(اااااااااههههاااااااهههههه…ساعدونــــــي !!!) سمع صوت الصراخ في الخارج….
خرج مسرعاً….وجد أنه هناك 7 من الجثث اللتي كانت تلحقهم قد دخلت للمستودع..و أحد هؤلاء الموتى قد أمسك بذراع داوود و بات يحاول عضها….أخذ جلال عامود حديد وجده ملقياً و ضرب الميت الحي على رأسه بقوة حتى طار من فوق داوود…و ساعده على الوقوف…(هل أنت بخير؟!…هل تعرض لأذى؟!!)…(لا..لا…أنا بخير لا تهتم)…وصل لهم شهاب و أعطى كل واحداً منهم مفتاحاً…و إنطلقوا بسرعة للرافعات الثلاث…جلال يقود واحدة و داوود يقود الأخرى و شهاب ركب الثالثة و معه منى…أشعلوها و قبل أن تصل لهم الجثث و تمسكهم إنطلقوا…دعسوا فوق بعض الموتى و فتتوا أدمغتهم تحت عجلات مركباتهم الصغيرة و قام داوود بإنزال شوكتي رافعته و انطلق بسرعة فتمكن من فصل نصف رأس إحدى الجثث من أنفه فما فوق…بقي داوواد ينظر لذراعه قليلاً…ثم غطاها بكم قميصه و استمر…خرجوا من المستودع و دخلوا رواق المستشفى برافعاتهم بإتجاه الجراج….استمروا بالمرور في الرواق الشبه مظلم متجاوزين الجثث الحية و متفاديين التزاحم معهم…نزلوا برفعاتهم من الدرج المخصص للمشاة بالرغم من صعوبة النزول بمركبة بها عجلات و كثر الإصطدامات بالدرجات لكن تمكنوا من نزوله بفضل إتساعه و صغر مركباتهم..وصلوا لساحة الجراج…أدخلوا أسنان رافعاتهم في فتحات صغيرة أسفل البوابة الفولاذية و قاموا بتشغيل ماكينات الرفع معاً و بدأو يدعون لنجاح الأمر (يا الله…أخرجنا من هنا سالمين)….بدأت الرافعات تشتغل على رفع الباب بصعوبة بالغة جداً و لم تقدر أن تحركه للأعلى…الأمل ضعيف جداً لكن لا خيار آخر….الآلات تبذل جهداً و تكاد تحترق في محاولتها لرفع الباب.

…التوتر يزداد بسرعة.

…إحدى الرافعات باتت تضعف قوتها و تهتز بسبب الضغط الشديد على محركها و تكاد تنطفئ

….الأمل يفقد شيئاً فشيئاً….

فجأة

…!!!

تحركت البوابة المخيفة قليلاً للأعلى…سرعة دقات القلب تزداد…خيط رفيع بين الأمل و فقدانه….!

زادت البوابة في الإرتفاع…أكثر قليلاً !

تزحزحت أكثر فأكثر….إنطلق شهاب مسرعاً و أشعل إحدى سيارات الإسعاف

مع أمله لإرتفاع البوابة أكثر ليخرجوا من هذا الكابوس نهائياً…نادى على الفريق لكي يدخلوا بسرعة…لأنه لمح عدداً من الجثث جائت تتبعاً لصوت المحركات العالي..دخل كامل الفريق للسيارة شهاب يقود بجانبه داوود…و جلال و منى جالسان بالخلف….و بقوا ينتظرون و أعصابهم مشدودة….بينما الباب يرتفع قليلاً تارة و يبقى ثابتاً في مكانه تارة أخرى..المحيط حولهم خطر…بدأ داوود ينظر قليلاً من زجاج مقعده….

!!!

فجأة ضربت يدين على الزجاج من ناحيته مما أفزعه

…و تبعهما ظهور وجه..لرجل أمن متوحش…كان قبيحاً جداً…و صوت النحيب اللذي يصدره يزيد من الرعب…و جلال و منى الجالسان من الخلف…رأيا عدداً كبيراً من الجثث تقترب من السيارة…إحدى الرافعات ضعفت جداً و البوابة لا تزحزح…
وصل حشد الأموات للسيارة و أحاطوا بها فبدأوا بهزها يميناً و شمالاً محاولين قلبها على جانبها….الخوف يتزايد و الأمل يتناقص…
البوابة لا تتحرك و الرافعات لا تزال تضغط!
زاد عدد الموتى المحاصرين للسيارة….الخوف وصل للقمة…التوتر و العرق و الدموع في تزايد….بدأت سيارة الإسعاف ترتفع قليلاً من شدة الهز حتى بدأت تقف على عجلتين فقط في تلويحة….

(مالعمل؟! يجب أن نخرج من سيارة الإسعاف….!! البوابة لن تفتح…كيف سنخرج؟؟!!!…منى بدأت تنطق بالشهادة)
.
.
.
.
فجأة !!!

إرتفع باب الجراج بنسبة جيدة جداً..!!
– شهاب: لن أنتظر أكثر من هكذا…سأنطلق !!
دعس شهاب على الدواسة حتى أوصلها لأرضية السيارة….بدأت عجلات العربة تدور بسرعة و تحرق مطاطها على الأرض لكنها كانت تتحرك ببطئ يشابه التوقف بسبب إحاطة زحام الموتى بها و عدم توازن عجلاتها على الأرض…

(الأعصاب تكاد تنفجر…من التوتر و الخوف…)

زاد تحرر السيارة من قبضة الجثث قليلاً و بدأت سرعتها تزداد تدريجياً بعد أن ثبتت عجلاتها أكثر…لكن الرافعات لم تعد تحتمل وزن البوابة فبدأت تنزل قليلاً و إحدى الرافعات إنطفأت نهائياً…
.
.
– (شهاب بدأ يصرخ من الهيستيريا)…أرجوكـيـيييييي!!! فقط زيادة قليلة..هيااااااااااااا !!

…البوابة تزداد نزولاً…
سرعة السيارة تزداد تدريجياً…

و لكن….
.
.
فجأة !!!!
.
.
.

تحررت السيارة كلياً من قبضة أغلبية الجثث أما القلة المتبقية منهم لم تستطع إيقاف إندفاع السيارة…إنطلقت كالطلقة و دهست على أدمغة الموتى اللذين كانوا أمامها….إنطلقت و وصلت عند المخرج للهروب من بؤرة الجنون….

لكن !!!
.
.
.
شيئاً ما صدم السيارة من فوق و جعلها تثبت في مكانها..
نظر شهاب إلى فوق..فوجد أن البوابة نزلت على السيارة من الأعلى و ثبتها…ما زالت السيارة تتحرك لكن ببطئ شديد مثلما كان وضعها مع الجثث قبل قليل لكن بشكل عكسي حيث أن قبضة بوابة الجراج من أعلى تزداد قوةً و سرعة سيارة الإسعاف تزداد تبطأً حتى تكاد تتوقف عن الحركة…
شهاب يريد أن يزيد من ضغط رجله على الدواسة لكنه لا يستطيع لأنه قد أوصلها مسبقاً لآخرها….حديد سقف السيارة يحتك مع فولاذ البوابة النازل فوقه حتى بدأت تصدر شرارة…سرعة حركة السيارة خلاص تكاد تصل للصفر..
بدأ الجميع يصرخ بشكل جنوني….السيارة ستتوقف..إنتهى الأمر

!!!

فجأة إجتازت السيارة البوابة بنجاح و تحرر سقفها أخيرا من الضغط المسلط عليه….
بدأ الجميع يصرخون من جنون الفرحة..و بدأو يحمدون و يشكرون….و انطلقوا بسيارتهم يجتازون ساحة المشفى الخارجية الكبيرة اللتي كان فيها بعض الجثث تحوم دون مبتغى…
داوود اتكئ على الكرسي و قال بأنه تعب و يريد أن يأخذ راحة…فنام….
– خرجوا من البوابة الخارجية للمشفى و نزلوا للشارع أخيراً…
– (شهاب بدأ يتسائل.) هل المدينة بخير؟…عندما حاولنا الاتصال بمقرنا الرئيسي عن طريق الهاتف داخل المستشفى…وجدنا أن كل الخطوط مشغولة و عليها ضغط غير عادي…حتى الخطوط الأمنية

(زاد توتر الموجودين بالسيارة)

جلال: أنا أيضاً قلق…فقد كانت أول حالة تصادفني هي لشاب تم عضه من قبل أحد الجنود…بمعنى أن الأمر جاء من خارج المستشفى و ليس لدينا فكرة عن مدى إنتشاره
منى: يا إلهي أنا قلقة جداً على زوجي و أطفالي…
(مروا في الشوارع الخالية في ظلام الليل)
جلال: لا تقلقي أين تسكنين….(أعطهم عنوان بيتها)…ليس بقريب جداً لكنه أيضاً ليس ببعيد و سنصل إليه قريباً
منى: أنت يا دكتور أين تسكن…(أخبرها بمكان سكنه)…مكانك قريب جداً و أقرب من بيتي..ألا يجدر بنا إيصالك أنت أولاً
جلال: لا..لا…لا بأس…انا أسكن لوحدي…إبني يدرس بالخارج و أمه سافرت لزيارته و ستعود بعد شهر..و أنا بقيت هنا لإنشغالي هذه الفترة بالعمل..و الحمد لله ليس لدي من أقلق بشأنه
شهاب: أنا أيضاً بعيد عن مدينتي و عن أهلي فلذلك ليس لدي من أقلق بشأنه أيضاً….(أحس شهاب بيد داوود على كتفه..و بينما هو يلتفت له)…و أنت يا داوود أين مكا……
!!!!!!
وجه داوود شاحب و عينيه بيضاء ينزل منها الدم و يصدر منه ذلك الصوت..اااااااااااااااهاااااااااا !!!
.
حاول الإمساك بشهاب !!!..و شهاب حاول دفعه بعيداً عنه بيده و بيده الأخرى كان يحرك السيارة يميناً و شمالاً مع محاولة إبقائها على الطريق…منى تصرخ و جلال حاول المساعدة..لكن قبل أن يتمكن من فعل شيء….
.
!!!!
.
لمح جلال أحدهم يقف في وسط الشارع في طريق السيارة و لم يكن واضح المعالم…لكن جلال أحس بشيء غريب في وقفته…وكان سيحذر شهاب اللذي يصارع من أجل إبقاء داوود المتوحش بعيداً عنه و يبقي السيارة متوازنة….لكنه صدم ذلك الشخص الواقف في وسط الشارع…و دهسه أسفل عجلات السيارة اللتي فقدت توازنها

Getty

و إنقلبت على جانبها…و من شدة السرعة…إنقلبت مرة….ثم مرة….ثم مرة…..ثم مرة أخيرة…حتى إستقرت

.
.
.
جلال شبه فاقد للوعي..و لا يرى إلا سواداً…ثم أبصر قليلاً و رآى شهاب واقعاً أمامه و وجهه مدمى ز نظره للأمام..ناداه…(شهاب….شهاب!) لم يرد عليه و لا بحركة…لقد مات!…
جلال مصدوم و مذعور لكن لا يستطيع الحراك…نظر باحثاً عن منى..لم يجدها….نظر من زجاج السيارة…لمح داوود يمشي بالشارع…يعرج و يصدر صوت الأموات….لم يستطع جلال تحمل صدمة الحادث..و أغلق عينيه ……….و أغمي عليه….
_______________ النهاية ___________
______________بجد هذه المرة____________
شكراً للمتابعة الطيبة

كما ذكرت فهذه أول قصة أكتبها…أنا لست بكاتب محترف و لست معصوماً عن الخطأ…لكنني آمل أن تكون القصة على مستوى جيد و طبعاً النقد البناء دائماً مرحب به من أجل التحسن
بذلت جهدي و أترك الباقي على الله…حاولت أن أقدم القصة على هيئة فلم سنيمائي و حاولت قدر الإمكان الإبتعاد عن تقليد الغرب و أساليبهم أو إنساب الشخصيات الرئيسية لهم…فهم لا ينسبون الأبطال الرئيسيين في قصصهم لنا و لا يعظمون من شأننا مثلما نفعل نحن معهم…لذلك لا داعي أن أجعل شغلي الشاغل هو تقمصهم و تفضيلهم…فقررت كتابة قصة أحداثها تدور في الشرق الأوسط بشخصيات شرقية تتكلم بعبارات متعارف عليها عند المسلمين و الناطقين بالعربية …طبعاً إن إحترفت كتابة قصص الرعب بإذن الله تعالى قد أكتب بعض القصص عن الأجانب… الإطالة….سلامات
أخوكم
War_mind
مسلم من الشرق الأوسط

الجزء الثاني من القصة جاهز … هنا

https://goo.gl/EwLPBS