قصة الإغتيالات – المتصيد – الهدف 02: تجارة خاسرة



الحلقة السابقة = الهدف01: أول دم بشري

http://goo.gl/1U7CNg

_________________________________

الهدف 02 (نهاية التجارة)

الموقع = قاعدة جوية تابعة سلاح الجو الروسي و موجودة في إقليم موغيلييف في بيلاروسيا

171562501 27566984

محمندروف المتصيد جالس مع ماركوف اللذي دعاه للإجتماع في تلك القاعدة بعيداً عن أعين باقي الوزراء الروس حتى لا يثير إجتماعه مع المتصيد الشهبة
ماركوف : دوبري فيتشير توفاريتش مخمندروف (مساء الخير أيها الرفيق محمندروف)
المتصيد : السلام عليكم و رحمة الله
ماركوف : أهلاً بك في قاعدة غريف الجوية …
بدأ الإثنان يمشيان بإتجاه مكتب ماركوف اللذي يشرح للمتصيد عن هذه القاعدة
ماركوف: لقد جهزنا هذه القاعدة خصيصاً لبث الرعب و لمقابلة غرور الناتو اللذي يستمر قادته في إستفزازنا و ذلك بقيامهم ببناء قواعد لهم في أوروبا الشرقية ظناً منهم بأننا خائفون بالذات بعد إفتتاحهم مؤخراً لقاعدة جوية جديدة في جمهورية ليتوانيا … و كمواجهة لتحركاتهم فقد بنينا هذه القاعدة التابعة للقوات الروسية هنا في بيلاروسيا بفضل العلاقات القوية بيننا فإقتصاد بيلاروسيا يعتمد بشكل كبير على الدعم الروسي و نحن نستفيد من موقعهم الإستارتيجي على الأرض ….

المتصيد: و هل هذه القاعدة فيها ما يكفي لضمان هيبة دولتكم أمام الناتو ؟

ماركوف: ما هي إلا البداية فغطرسة الناتو تقتضي بأن نكون على أتم الإستعداد لأي ظرف طارئ … و بما أن سلاح الجو الروسي يتبع وزارة الدفاع .. فسأحرص على تحويل ما بإستطاعتي من دعم مادي و مصادر حتى تكون هذه القاعدة و أي قاعدة مستقبلية تحتوي على أتم الإستعدادات و آخر التقنيات حتى تقلق قادة الناتو  و تجعلهم يعلمون بأن روسيا ليست بخانعة أو بغافلة عن تحركاتهم الخبيثة

وصل الإثنان للمكتب و جلسا… و بعد شربهما للقهوة بدأ النقاش في الأمر المهم

ماركوف: حسنا الآن يا رفيق .. لنوقف الكلام الجانبي و لندخل في صلب الموضوع … لدينا مشكلة داخلية في روسيا و نود التعامل معها بحزم و لكن بحذر … و ها يتطلب منا توظيف خبرة أشخاص مثلك … بمعنى أوضح و أدق … يوجد شخص نريد منك إغتياله

المتصيد: تفضل أيها الوزير … انا أستمع
ماركوف: حسناً …. (أخرج صورة للهدف من مظروف و وضعها على الطاولة ليراها المتصيد) … سيرغي تشيتشينكو … تاجر مخدرات كبير و رئيس عصابة مخضرم … متمركز في مدينة كورسك الحدودية بين روسيا و أوكرانيا … إنه آفة وخطر على المجتمع في تلك المنطقة … و بدأ نفوذه يتسع إلى باقي روسيا و أوكرانيا أيضاً … نحتاج لإنهاء وجوده

– إختار محمندروف المتصيد عن سبب طلب ماركوف الإجتماع به خارج روسيا و إحتار أيضاً لماذا توكل مهمة كهذه لمغتال من الخارج بدل ما تكلف القوات الروسية بالأمر

لكنه إكتفى بالسؤال : هل هذه مهمة رسمية من الحكومة الروسية أم انها مهمة خاصة منك … لأن القوات المسلحة الروسية معظمها تحت وزارتك إلا أنك تكلف شخصاً من الخارج بهذه المهمة

توتر ماركوف قليلاً فظن ان المتصيد يعرف الكثير و ربما يعرف عن علاقته السابقة مع تاجر المخدرات .. لكن ماركوف مخادع و له أساليبه فقام بشرح بعض الأسباب بأسلوب يبعد الشبهات عنه و قال:
– تشيتشينكو تاجر مخدرات خطير جداً و له أتباع كثر و إن قامت الحكومة بهجوم مباشرأو إرسال عملاء و تم كشفهم فقد تقوم حرب شعواء بين قوات الأمن و أتباع تشيتشينكو و يضيع ضحيتها الكثيرون من بينهم مدنيون أيضاً و فلذلك يجب إغتيال الرأس من مصدر خارجي ليس له علاقة بالحكومة الروسية

– سأل المتصيد : و ماذا ستفعلون بعد إغتياله ؟

رد ماركوف: سينهار الهرم القيادي لعصابته لأن تشيتشينكو هو الرأس الوحيد المحافظ على ثبات عصابته و للآن لم يعين من يخلفه و موته سيسبب التقاتل داخل أفراد العصابة حول الرئاسة و ستصبح عصابتهم أضعف بكثير و هذا سيسهل علينا التخلص من كبار شخصياتهم أو جعلهم يتصادمون مع بعض و كلما نسقط أحدهم سيقع اللوم على خصومه من التجار و لن يشكك أحد في الحكومة و هكذا سننهيهم واحداً تلو الآخر حتى نتخلص من هذه العصابة كلياً … نحتاجك فقط أن تسقط الرأس الأكبر دون جلب الشكوك للحكومة .. اما الباقي فهم من نصيبنا

– سأل المتصيد مجدداً: و ماللذي يجعلكم تعتقدون ان أتباع تشيتشينكو لن يشككو في الحكومة في حال تم إغتياله

– رد ماركوف: الحكومة كانت تتجنب تشيتشينكو لفترة من الزمن لدرجة جعلته يحس بالامان من ناحيتنا … لكن مؤخراً حصلت صفقة خاسرة بين أتباعه و بين عصابة أخرى كبيرة متمركزة في أوكرانيا و نشبت عنها مشكلة كبيرة وصلت لتبادل إطلاق نيران بين أتباعه و أتباع العصابة الأوكرانية و وصل الأمر لتهديده بالقتل في عقر داره من قبل أتباع العصابة الأوكرانية … فلذلك أي ضرر أو تعدي سيحصل له أو لملكيته ستكون الشكوك موجهة صوب العصابة الأوكرانية و ليس الحكومة …. هذه الفترة هي فرصة ذهبية طالما ان الأمور لا تزال ساخنة بينه و بين عصابة أخرى فيجب ألا نضيع هذه الفرصة لنضربهم جميعاً في بعض

– المتصيد: حسناً لا بأس …. سأخلصك من هذا القذر مقابل 140 مليون روبل روسي (4 و نصف مليون دولار أمريكي تقريباً)

– ماركوف: يا سيد فلاديسفلاف … هذا المبلغ كثير على مجرد رجل واحد

– محمندروف إبتسم إبتسامة حادة و قال: تافاريش (رفيق) ماركوف … لا أرى بانه كثير على رجل واحد تتجنب قوات الأمن الروسية  برمتها مواجهته, إعتبر أن تكلفة قتله بمثابة تكلفة شراء طائرات لقاعدتك

أحس ماركوف بالضغط .. لكن لم يكن بيده حيلة للنقاش … فالعملية تجري دون علم الحكومة الروسية و عليه أن يتحمل تكالفيها العالية من أمواله الشخصية هو و شريكه ياكوفيتش بعيداً عن ميزانية الدولة و إلا قد تشكك الحكومة في أنه يقوم بإختلاس أموال الدولة …. و تحت هذا الضغط قرر الموافقة … فقد فكر في أنه بعد أن يتخلص من تشيتشينكو و يقوم بإضعاف عصابته لدرجة تجعلهم عاجزين ثم سيقوم بالهجوم عليهم بشكل رسمي و بعد أن يتخلص منهم سينال الإمتيازات و التقديرات و الأوسمة من الحكومة و سيعوض خسائره المادية و زيادة فوقها

– تم الإتفاق على تنفيذ المهمة و إنطلق المتصيد لمدينة كورسك الحدودية بين روسيا و أوكرانيا حيث يتمركز تشيتشينكو … و وصلت للمتصيد أخبار من مصادره في أوكرانيا أن تشيتشينكو سيجتمع مع رئيس العصابة الأوكرانية بعد يومين و ذلك لعمل تسوية للخلاف اللذي حصل و ليأخذ أموال تعويض على الخسائر الفائتة … فإتصل بماركوف ليعلمه بموعد تنفيذ الإغتيال

بعد يومين ……

مكان اللقاء = محطة بنزين بالقرب من غابة

pos-gas-station

إلتقت العصابتان و مجموعة من المسلحين مع كل طرف … نزل تشيتشينكو من سيارته و إلتقى مع رئيس العصابة الأوكرانية المدعو (فيكتور كرافتشوك) … و في هضبة ليست ببعيدة … كان المتصيد مستعداً ببندقيته القناصة المجهزة بطلق مخترق للدروع إحتياطاً منه في حال صعبت إصابة الهدف في الرأس و كان يرتدي واقياً ضد الرصاص

323142-alexfas01

كرافتشوك: زدراستفيتي تافاريش تشيتشينكو (أهلاً أيها الرفيق تشيتشينكو)

تشيتشينكو: كرافتشوك … لدينا أمور مهمة نناقشها

كرافتشوك: كانييشنا (بالطبع) … متأسف عما بدر من أتباعي الطائشين … فقط آمل أن لا توجد ضغينة لما حصل في السابق … و قد جلبت لك المبلغ التعويضي المتفق عليه دليلاً على حسن النية

تشيتشينكو: صديقي كرافتشوك … لا يوجد أي ضغينة بيننا و أنا ممتن لتقديرك للأمر و لتعويضك المالي … و أرجو ان تعذر أي كلمة تهديد صدرت من أتباعي

كرافتشوك: دوبري (جيد) ..كما يقول الأمريكان في أفلامهم … إن أردت إنجاز العمل بشكل صحيح, إفعله بنفسك … إذاً ما رأيك بأن …

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

!!!!!!!!!!!!!!

جائت طلقة مسرعة و أصابت كرافتشوك في صدره و سقط قتيلاً فوراً

رآه أتباعه مرمياً أرضاً و الدماء تسيل منه فإلتفوا فوراً لتشيتشينكو و أتباعه و صرخ أحدهم
– !!بريداتيلي !!! …. أوبيت إخ فزيخ !! (خونة !!! … أقتلوهم جميعاً)

حوال المتصيد توريط جعل الأمر كأن تشيتشينكو هو من قتل كرافتشوك ليجعل العصابة الأوكرانية تقتل تشيتشينكو حتى لا يجعل الأمر كان تشيتشينكو قد أغتيل

بدأ تبادل إطلاق النيران بين العصابتين .. منهم من اصيب بطلقة في رأسه و من أصيب في برصاصات في اماكن متفرقة و سقط

و منهم من تراجعوا للخلف حتى تمكنوا من الوصول لسياراتهم و الإحتماء خلفها و  رد إطلاق النيران و أصيب بعضهم و الباقين يطلقون النيران و يتراشقون بالكلمات

طبعاً تشيتشنكو كان اول من وصل لسارته و إحتمى داخلها و لم تطله رصاصات العصابة الأوكرانية كما اراد المتصيد بفضل حماية أتباعه له و كان و معه 3 مرافقين أصيب إثنان منهما في نصف الطريق للسيارة و الآخر أوصل تشيتشينكو للسيارة و دخل ليقود و يخرج الزعيم من المنطقة .. لكن كان لا يزال هناك وقت للمتصيد ليكمل ما بدأ

و بمجرد أن جلس التابع لتشيتشينكو في كرسي القيادة حتى قام المتصيد بإطلاق رصاصة اخرى جائت متسارعة

speeding_bullet

 إخترقت زجاج السيارة الامامي و أصابت السائق و إخترقت دماغه و أصابت تشيتشينكو في الكرسي الخلفي اللذي فوجئ بطلقة تخترق مسند رأس كرسي السائق و متجهة نحوه و في أقل من جزء من الثانية دخلت في رأسه و خرجت من الوراء و إخترقت الزجاج الخلفي للسيارة و نثرت دمه في كل مكان حتى على صندوق السيارة

6a00d8341c630a53ef00e5538f459b8833-800wi 12-2

إنسحب المتصيد من الموقع و بقت العصابتين تتبادلان النيران لكن بعد فترة إنسحب الطرفين بسبب وصول قوات حرس الحدود الروسية و المدعومة بمدرعات خفيفة

إنتهت المهمة بنجاح و بعد يومين إلتقى المتصيد مع ماركوف مجدداً في القاعدة الجوية في بيلاروسيا لتسليم المبلغ يدوياً حسب الإتفاق لكي لا يثير ماركوف الشبهات عند السلطات الروسية لو قام بحوالة مصرفية لحساب المتصيد

و عند لقائهما سأل ماركوف: هل إكتشفت شيئاً من تشيتشينكو بخصوص علاقته المتوترة مع العصابة الأوكرانية؟

فرد المتصيد: لم يتسنى لي التشرف بمقابلته شخصياً فقد كانت الإصابة من بعيد

إطمئن ماركوف قليلاً لأن الغرض من سؤاله كان لمعرفة غن كان هناك حديث بين المتصيد و الهدف تشيتشينكو قبل قتله .. لكن مع ذلك لم يكن مطمئناً كلياً لإجابة المتصيد

إلا أنه قرر الا يفكر كثيراً فالمغتال المرتزق امامه لن يقدم على إغتياله قبل اخذ طلب و مقابل مادي و لا يوجد من يعرف بفساد ماركوف إلا شريكه ياكوفيتش

و هكذا إنتهت المهمة بنجاح